بعد التحية:
نحن في الاتحاد العام للاجئين العراقيين، نعبر في هذه الرسالة عن عميق سخطنا واستياءنا على ماقمتم به من تهجير 250 عائلة من الناطقين بالعربية من مدينة كركوك من المواطنين الهاربين من ارهاب داعش الى هذه المدينة. خاصة وان هؤلاء قد هربوا من الاعمال الاجرامية والوحشية لهذا التنظيم الارهابي والتي لم يكن ضحيتها الا المواطنين الابرياء وافراد من الاجهزة الامنية بين قتلى وجرحى.
انكم قمتم بعمل التهجير ضد العوائل من النساء والاطفال في الوقت الذي اظهرت فيها احداث الايام الاخيرة حقيقة المقاومة الجماهيرية التي قام بها اهالي كركوك انفسهم والذين تمكنوا ليس فقط من افشال اعمال داعش الارهابية، والتي نالت دعم ومساندة الاجهزة الامنية لتنظيف مدينة كركوك من عصابات داعش، بل واعطوا نموذجا عظيما عن تجربة المقاومة من قبل اهالي كركوك وهي محل افتخار واعتزاز كبيرين.
أن قيامكم، باعتباركم محافظ كركوك بطرد العوائل الناطقة بالعربية هو توجيه عقاب جماعي للمهجرين وعدا عن كونه اثارة لمأساة أنسانية وسياسية لا تحمد عقباها، انها تسجل سابقة خطيرة لتأجيج الصراع القومي في مدينة عرف عنها التعايش بين مختلف سكانها، وقد استقبلت المدينة اللاجئين بترحاب وبكرم وقدمت لهم المساعدات التي يحتاجون.
أن قيامكم باعمال التهجير تقدم خدمة هائلة لتنظيم داهش الارهابي. ويؤدي الى اشعال فتيل نار الصراع القومي في هذه المنطقة وفي العراق. وتعطي المبرر وتتيح للاحزاب القومية الاسلامية في كل مناطق العراق بتحريض وتعبئة المواطنين الناطقين بالعربية ضد المواطنين الناطقين بالكردية. لن يكون مستبعدا في ظل هذه الاوضاع، استغلال العمل الذي قمتم به الى اشعال فتيل الحرب القومية ويقدم خدمة هائلة الى العدو داعش لنشر ارهابها ورعبها في المجتمع.
أن تحميل العوائل المهجرة وزر الجرائم التي ارتكبها داعش، انما هو امر غير مقبول باي شكل من الاشكال. لا يجب القاء اللوم او جعل الاسر الناطقة بالعربية تدفع ثمن الاعمال الارهابية التي تقوم بها داعش وهي ليست مسؤولة باي شكل من الاشكال عن تقصير واهمال الاجهزة الامنية والشرطة والتي من صلب مهامها حماية حياة وامن اهالي مدينة كركوك وعلى اختلاف انتماءاتهم وانحداراتهم واللغة الناطقين بها.
أن طرد المهجرين النساء الاطفال والعجزة عمل مخالف للقوانين، انه عقاب جماعي وانتقام من اناس ابرياء لا ذنب لهم، و هو يخالف ابسط الاسس القانونية و هو غير مقبول من الناحية الانسانية، تتحملون فيه انتم المسؤولية الرئيسية باعتباركم مسؤول ومحافظ عن هذه المدينة. ان عقابا من هذا النوع، هو عقاب جماعي يدق اسفين الحرب بين اهالي هذه المدينة بين الناطقين بالعربية والكردية،وهو يتناقض مع خصلة اهالي كركوك الاصيلة.
لقد اكدتم مرارا وتكرارا في لقاءاتكم واحاديثكم ومؤتمراتكم عن طبيعة مدينة كركوك من حيث التعايش بين سكانها وهي معروفة تاريخيا بهذا الخصلة، وهي بعيدة كل البعد عن التعصب القومي او الاثني. لذا، نؤكد في رسالتنا هذه على انه تقع على عاتقكم مسؤولية ازالة وانهاء والتخفيف من اية مخاوف تعتري اهالي كركوك بسبب الاعمال الاجرامية لداعش.
وكذلك نوجه انظاركم الى ضرورة منع الاجهزة الاعلامية من الترويج لاية دعايات تسهم في بث روح العداء القومي والاعمي ضد اللاجئين الناطقين بالعربية بحجة او باخرى، وتقسيم وتصنيف اهالي كركوك على اساس قومي لن يؤدي الا الى خلق اجواء العداء والتعصب والتي ستؤدي الى اعمال كارثية واعمال انتقام. ضد طبيعة كركوك.
الاتحاد العام للاجئين لديه اعضاء من داخل العراق وخارجه، ولدينا اتصالاتنا مع المنظمات العالمية والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان، ولدينا اتصالات واسعة مع المهجرين، نرى من الضروري ان نوجه انظاركم الى هذا العمل بسرعة وايقاف عملية تهجير هذه الاسر واعادتهم الى اماكن سكنهم.
دشتی جمال
سکرتیر الاتحاد العام للاجئین العراقیین
27/10/2016